سرمد الطائي
انشغلت بمتابعة أخبار الفيلم "انفصال نادر عن سيمين" الذي بات أول عمل سينمائي إيراني يفوز بجائزة الأوسكار الأمريكية، لكنني فوجئت بالصحف الطهرانية وهي مشغولة بانفصالات من نوع آخر، حيث منع 33 نائبا في البرلمان الإيراني الحالي من الترشح للبرلمان المقبل في الانتخابات المقررة بعد أسبوعين..
انشغلت بمتابعة أخبار الفيلم "انفصال نادر عن سيمين" الذي بات أول عمل سينمائي إيراني يفوز بجائزة الأوسكار الأمريكية، لكنني فوجئت بالصحف الطهرانية وهي مشغولة بانفصالات من نوع آخر، حيث منع 33 نائبا في البرلمان الإيراني الحالي من الترشح للبرلمان المقبل في الانتخابات المقررة بعد أسبوعين..
وبين هؤلاء رجال دين "تعرضوا للاجتثاث" بالمفهوم العراقي، بسبب "عدم التزامهم بالدين"، وأولاد شخصيات ثورية معروفة كانت مقربة من زعيم الثورة آية الله الخميني، وغيرهم وسواهم وعداهم.
وفي ذروة التوجس الدولي بشأن ملف إيران، تنظم طهران انتخابات مثيرة للجدل يقاطعها معظم التيار الإصلاحي المخذول في كل انتخابات تشريعية او رئاسية جرت بعد خروج المعتدل محمد خاتمي من السلطة عام 2004. اي ان الجمهورية الإسلامية التي يفترض ان تطعم واجهاتها ببعض المعتدلين لمواجهة التأزم الإقليمي والدولي المحيط بها، تخسر قوائم الإصلاحيين وتقوم باجتثاث حتى المتشددين "الوسطيين" تمسكا بالصقور او "صقور الصقور".. وكأننا ننتظر برلمان حرب لا يتضمن اي اتجاه للتهدئة.
ومن ابرز الشخصيات المعتدلة نسبيا والتي يقال انها تعرضت الى "اجتثاث" على يد مجلس صيانة الدستور وهو اكبر فيلتر يقوم بتصفية المرشحين، السيد شهاب الدين الصدر، وهو نائب من عائلة الصدر الدينية التي لها امتداداتها في العراق ولبنان وإيران، وشغل اكثر من منصب بارز آخرها نائب رئيس البرلمان الحالي.
اما الشخصية الأخرى التي تتصدر اخبار الانتخابات الايرانية الملأى بالعجائب والغرائب، فهو رجل دين يدعى محمد موحد، ومنع من الترشح بسبب "عدم الالتزام بالدين" دون تفاصيل اخرى، رغم انه امضى 4 اعوام تحت قبة "مجلس الشورى" الحالي.. وربما تتكشف في الايام القادمة تفاصيل لا تخلو من طرافة حول كيفية عدم التزام رجل الدين هذا، بالدين الاسلامي.
وفي هذا البند تسمع قصصا كثيرة لا تخلو من طرافة، ففي الانتخابات الماضية قام "الفيلتر" باجتثاث نائب زرادشتي ومنعه من الترشح بسبب "عدم الالتزام بالدين" وحين سأل النائب هذا عن التفاصيل قائلا انه من الأقلية الزرادشتية اساسا، اجاب الشيخ احمد جنتي الذي يتزعم "اللجنة الحارسة.. شورى نغاهبان" قائلا: تحرينا واكتشفنا انك غير ملتزم بالدين الزرادشتي.. فمنعناك من الترشح!
وقائمة "الاجتثاث" الإيرانية لهذه السنة تطول وتستطيل، فقد منعوا علي مطهري من الترشح رغم انه نجل رجل الدين الشهير مرتضى مطهري الذي يعد من ابرز منظري الثورة الإيرانية والمقرب من آية الله الخميني، ولقي مصرعه مطلع الثمانينات بحادث اغتيال دبره مجاهدو خلق. والى جانب نجل مطهري هذا، وردت أسماء عديدة لنواب معتدلين نسبيا ينحدرون من عوائل ثورية معروفة او عملوا مع حرس الثورة.
وبين هؤلاء محمود علوي وهو رجل دين كان مقربا من المرشد علي خامنئي وممثلا له في حرس الثورة وفي الجيش، بل وعضوا في مجلس الخبراء الذي يتولى مراقبة اداء "الولي الفقيه" ويختار بديلا له حين موته.. وظل خبر "اجتثاث" هذا الرجل بلا تفاصيل واضحة ولعلهم اكتشفوا مؤخرا انه هو الآخر "لم يعد ملتزما بالدين".
ومع ذلك فإن المتشددين خائفون من نتائج الانتخابات، اي ان غياب الإصلاحيين واجتثاث المعتدلين لم يهدئ روع التيار الموالي للمرشد، فقد راحت الصحف المحافظة مثل "كيهان" تحذر امس من "تشتت أصوات المؤمنين بالثورة نتيجة تصارع 63 قائمة انتخابية"، والامر يخفي الصراع الذي لم يعد خفيا بين انصار المرشد خامنئي، واتباع الرئيس احمدي نجاد، الذي يخوض مواجهة مع اكبر رأس في ايران، دون ان يتضح كيف ستضع بلاد فارس حدا لذلك.. في وقت تخوض ايران العجيبة والغريبة، اكبر مواجهة في تاريخها مع محيطها الإقليمي والدول الكبرى.. التي منحت الأوسكار لفيلم "انفصال نادر وسيمين" وباشرت إجراءات حادة لـ"انفصال" إيران عن شبكة المصالح الاقتصادية في آسيا وأوربا. انها حقبة اجتثاث و"فصل" اذن، ولا اتصال ولا تواصل ولا تهدئة.
وفي ذروة التوجس الدولي بشأن ملف إيران، تنظم طهران انتخابات مثيرة للجدل يقاطعها معظم التيار الإصلاحي المخذول في كل انتخابات تشريعية او رئاسية جرت بعد خروج المعتدل محمد خاتمي من السلطة عام 2004. اي ان الجمهورية الإسلامية التي يفترض ان تطعم واجهاتها ببعض المعتدلين لمواجهة التأزم الإقليمي والدولي المحيط بها، تخسر قوائم الإصلاحيين وتقوم باجتثاث حتى المتشددين "الوسطيين" تمسكا بالصقور او "صقور الصقور".. وكأننا ننتظر برلمان حرب لا يتضمن اي اتجاه للتهدئة.
ومن ابرز الشخصيات المعتدلة نسبيا والتي يقال انها تعرضت الى "اجتثاث" على يد مجلس صيانة الدستور وهو اكبر فيلتر يقوم بتصفية المرشحين، السيد شهاب الدين الصدر، وهو نائب من عائلة الصدر الدينية التي لها امتداداتها في العراق ولبنان وإيران، وشغل اكثر من منصب بارز آخرها نائب رئيس البرلمان الحالي.
اما الشخصية الأخرى التي تتصدر اخبار الانتخابات الايرانية الملأى بالعجائب والغرائب، فهو رجل دين يدعى محمد موحد، ومنع من الترشح بسبب "عدم الالتزام بالدين" دون تفاصيل اخرى، رغم انه امضى 4 اعوام تحت قبة "مجلس الشورى" الحالي.. وربما تتكشف في الايام القادمة تفاصيل لا تخلو من طرافة حول كيفية عدم التزام رجل الدين هذا، بالدين الاسلامي.
وفي هذا البند تسمع قصصا كثيرة لا تخلو من طرافة، ففي الانتخابات الماضية قام "الفيلتر" باجتثاث نائب زرادشتي ومنعه من الترشح بسبب "عدم الالتزام بالدين" وحين سأل النائب هذا عن التفاصيل قائلا انه من الأقلية الزرادشتية اساسا، اجاب الشيخ احمد جنتي الذي يتزعم "اللجنة الحارسة.. شورى نغاهبان" قائلا: تحرينا واكتشفنا انك غير ملتزم بالدين الزرادشتي.. فمنعناك من الترشح!
وقائمة "الاجتثاث" الإيرانية لهذه السنة تطول وتستطيل، فقد منعوا علي مطهري من الترشح رغم انه نجل رجل الدين الشهير مرتضى مطهري الذي يعد من ابرز منظري الثورة الإيرانية والمقرب من آية الله الخميني، ولقي مصرعه مطلع الثمانينات بحادث اغتيال دبره مجاهدو خلق. والى جانب نجل مطهري هذا، وردت أسماء عديدة لنواب معتدلين نسبيا ينحدرون من عوائل ثورية معروفة او عملوا مع حرس الثورة.
وبين هؤلاء محمود علوي وهو رجل دين كان مقربا من المرشد علي خامنئي وممثلا له في حرس الثورة وفي الجيش، بل وعضوا في مجلس الخبراء الذي يتولى مراقبة اداء "الولي الفقيه" ويختار بديلا له حين موته.. وظل خبر "اجتثاث" هذا الرجل بلا تفاصيل واضحة ولعلهم اكتشفوا مؤخرا انه هو الآخر "لم يعد ملتزما بالدين".
ومع ذلك فإن المتشددين خائفون من نتائج الانتخابات، اي ان غياب الإصلاحيين واجتثاث المعتدلين لم يهدئ روع التيار الموالي للمرشد، فقد راحت الصحف المحافظة مثل "كيهان" تحذر امس من "تشتت أصوات المؤمنين بالثورة نتيجة تصارع 63 قائمة انتخابية"، والامر يخفي الصراع الذي لم يعد خفيا بين انصار المرشد خامنئي، واتباع الرئيس احمدي نجاد، الذي يخوض مواجهة مع اكبر رأس في ايران، دون ان يتضح كيف ستضع بلاد فارس حدا لذلك.. في وقت تخوض ايران العجيبة والغريبة، اكبر مواجهة في تاريخها مع محيطها الإقليمي والدول الكبرى.. التي منحت الأوسكار لفيلم "انفصال نادر وسيمين" وباشرت إجراءات حادة لـ"انفصال" إيران عن شبكة المصالح الاقتصادية في آسيا وأوربا. انها حقبة اجتثاث و"فصل" اذن، ولا اتصال ولا تواصل ولا تهدئة.
إرسال تعليق
شارك بارئيك وقول الى فى نفسك ومحدش هايزعل منك